جدة – فواز المالحي
فنان الصولو الملحن العازف عبدالرحمن الشومر، الذوق النادر ، ملحن الاغنية الوطنية الشهيرة ” مسلم عربي سعودي ” صاحب او دويتو من فنانه عربيه المطربة أنغام في اغنية الشوق العجيب ، وايضاً مؤلف أغنية الرد على اغنية محمد عبده الأماكن .
مسيرة فنية عريضة ساهم بذائقته الفنية في الاشراء على انتاج الاعمال الموسيقية السعودية والخليجية، استعان به كبار الموسيقين العرب في اداء الوصلات والمعزوفات الخليجية صعبة الجُمل الموسيقية حتى اشتهر بين رفقاء مهنته بعزف الصولو .
لم ينشغل بالحرص على الظهور الفني ولكنه والشهرة ، لما انشغل بتنفيذ اغاني والبومات المطربين رفاقه عبر شركات الانتاج وصناعة النجوم والاعمال الغنائية المميزة ، ولكنه حريص على اداء بعض اعماله وانتاج عدداً من الالبومات والاغاني التي لم يجد في خياله الموسيقي لها مؤدياً يليق بتعبيره .
ماذا يميز الفنان عبدالرحمن الشومر ، شكّل هاجساً حينما كان يغني ويحتار المستمع في التفريق بين صوته وصوت الفنان الكبير عبادي الجوهر ، وايضاً لايقل عن الاخير في العزف وربما يرى الموسيقيين الكبار في القاهرة أن عزف الشومر اكثر توافقاً مع النوته الموسيقية التي تعتبر الحكم بين الموسيقين والعازفين .
في نهاية 2008م قرر انتاج البومه الموسيقي الذي كان الاخير بعد غياب الانتاج وشركاته وانحصارها على اسماء محددة ، حيث قدم في البومه اغنية بعنوان ( رد الأماكن ) وهي الروح والجسد لأغنية الاماكن التي غناها فنان العرب محمد عبده ، ولكن المرحلة التي انتجت بها الاغنية لم يحالفها حظ الظهور والإعلان الجيد، ولكنها سرعان ما اختفت حتى السوق وانسحبت من الانترنت لأسباب خاصة لم يتم الكشف عنها حتى الأن .
عبدالرحمن الشومر حسب “كوكب الفن” فنان تميّز عن غيره في فترة كان التنافس فيها محموماً , ابن حائل الذي ولد في الرياض وعاش طفولته في الدمام وكان للقصيم معه ذكريات جميلة , إنه الفنان عبدالرحمن الشومر الذي تشكّلت شخصيته بين عدة مدن , والذي تأثر كثيراً في بيئة المنطقة الشرقية , فقد تشكلت ملامح شخصيته الفنيّة بعدد من العوامل وتأثرت موهبته الغنائية بالكثير من فناني الخليج كالفنان عبدالكريم عبدالقادر والفنان مصطفى أحمد والفنان غرّيد الشاطي والفنان أحمد الجميري وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي لمعت في تلك الفترة الزمنيّة , كما تأثر على الجانب الآخر بكثير من الفنانين الشعبيين ومن أبرزهم الفنان الراحل سلامة العبدالله والفنان الراحل سالم الحويل وكذلك الفنان الراحل فهد بن سعيد عليهم رحمة الله جميعاً , وقد كانت بداية الفنان عبدالرحمن الشومر مختلفة نوعاً ما فلا يكاد أحد أن يصدّق بأن بدايته كانت من المرحلة المتوسطة من خلال الأنشطة المدرسية وبدعم من إدارة مدرسته التي لمست فيه روح الموهبة وغنائيته المتدفقة , وعلى صعيد التعاونات الفنيّة فقد تعاون الفنان عبدالرحمن الشومر طيلة حياته الفنيّة مع العديد من الشعراء والملحنين وأهدى الكثير من ألحانه الجميلة على طبق من ذهب لغيره من الفنانين والتي ساهمت في نجاحهم أيضاً , ولعل أبرز من تعاون معهم الفنان راشد الماجد والفنان خالد عبدالرحمن والفنانة أنغام والفنان عيسى الناصر ( فتى رحيمة) والفنان حسين العلي والفنان ماجد الماجد والفنان فارس مهدي وغيرهم من الفنانين كما تعاون مع أبرز كُتّاب الكلمة والشعر كالشاعر الأمير ممدوح بن سعود والشاعر أحمد عبدالحق والشاعر الأمير سلطان بن ناصر والشاعر سعد الخريجي والشاعر محمد الأحمد السديري والشاعر بندر الرشود وشاعر(الرحيل) أحمـد الجــوفي والشاعر طارق الدهام والشاعر عبداللطيف الغصن والشاعر حسن السليطين وغيرهم من الشعراء المميزين , كماتغنّى بألحان الكثير من الملحنين كالملحن الدكتور/ يعقوب الخبيزي والملحن صلاح محمد والملحن خالد يوسف والملحن خالد الجمعان كما تغنّى هو أيضاً بألحان الفنان خالد عبدالرحمن .
وقد أسس الفنان عبدالرحمن الشومر له مدرسة مستقلة بذاتها فلم يمشي على خطى من سبقوه كما أنه لم يتأثر بفنان معيّن , فوضع له خطاً فنياً مغايراً عن ماكان عليه الكثير من زملائه الفنانين الذين عاصروه في نفس الفترة , كما تغنّى الفنان عبدالرحمن الشومر بالأغنية الشعبية والأغنية المكبلهة , وساهم في نجاح الكثير من الأعمال والألبومات لزملاء له في الوسط الفني , عندما كان يتولّى مهمة الإشراف على أغلب الألبومات الغنائية التي كانت تنتجها شركة الأوتار الذهبية في تلك الفترة , وقام بتلحين عدة أعمال نجحت نجاحاً ملحوظاً لمايملكه الفنان عبدالرحمن الشومر من حس موسيقي عالي وثقافته الموسيقية التي استثمرها ووظّفها توظيفاً سليماً في جميع الألبومات التي أشرف عليها .
لاسيّما وأن تلك الفترة الزمنية اتسمت بغزارة الإنتاج الفني والتنافسية بين الكثير من الفنانين المتواجدين في الساحة , كما يُعتبر الفنان عبدالرحمن الشومر صاحب فكرة أول أوبريت عاطفي شعبي في التسعينات (أوبريت صوت العاشقين) بمشاركة الفنانين ( فتى رحيمة , بدر الحبيش , سعد جمعة , محمد السليمان) ونجح هذا الأوبريت نجاحاً منقطع النظير في حينه عندما استطاع توظيف أصوات الفنانين توظيفاً فنياً سليماً يخدم الأوبريت من خلال الألوان الغنائية والألحان التي رسمها وصاغها بذائقته الموسيقية العالية , خصوصاً وأن جميع الأسماء المشاركة في الأوبريت العاطفي أسماء لامعة على الساحة الفنيّة , كما تميّز الفنان عبدالرحمن الشومر بابتعاده كثيراً عن المهاترات والمشاحنات في الوسط الفني ووضع جُلّ اهتمامه وتركيزه على هدفه متجاهلاً جميع العقبات والمنغّصات في طريقه حتى وصل إلى القمّة لأن طموحه ورؤيته لم تكن ترضى إلا بالتميّز والقمّة .