جدة – فواز المالحي
الاسطح المهجورة المتراكم عليها غبار الهجر منذ سنوات عاد السعوديون إليها للاستفادة منها وقضاء ساعات من النهار والليل عليها، هروباً من الحجر المنزلي الصحي الذي الزمهم المنازل خلال فترة قرار حظر التجول من اجل الحرز عن انتشاء جائحة كورونا كوفيد19 .
لم يكن المشهد مألوفاً ان تصعد الى سطح منزلك الذي لا تعرفه الا من اجل تركيب قرص اللاقط الفضائي، اصبح اليوم الاسطح مضاءة وكأن كل يوماً يقضيه السكان في منازلهم ليلة عيد.
واخيراً للمنازل سُكان، تصعد ادخنة الشواء واصوات الأطفال من الاسطح ويستأنس الجيران ببعضهم البعض بعد ان كاد يشك الساكن انه في حي مهجور من البشر وعمارة سكنية يسكنها الاشباح وحدهم، حتى ان تغيرت حال تلك المساكن عن حالها السابق من انعدام الحركة الإنسانية وتفعيل الدور الحقيقي لنمط حياة الجيرة واستئناس الناس بالناس.
عادت الحياة الى أروقة الحي واستأنست جدران العمائر، وتنفس الجيران رائعة بعضهم البعض، وتجابرت الأسر وأصبحت البيوت متساوية الأسلوب والمعيشة واسوب الحياة وكأنها تعيش “حياة الطيبين” التي يعرفها جيل الثمانين ميلادي.
سكان القرى هم الرابح الأكبر في العيش بكامل الحُرية، فلديهم باحات منازل واسعة ومزارع قريبة من مساكنهم وتباعد شاسع بين المنازل، ولعلهم لا يشعرون بمن يسكن في شقة دون الخروج منها حفاظاً على صحته وسلامة أسرته من الجائحة الوبائية التي عصفت بالعالم،
قال الكاتب احمد العرفج حينما سكنت في بريطانيا مع احد الاسر في قرية صغيرة اسمها “رابو سكيت” ، كنت اشعر بالملل واخبرتهم بذلك، فقالو لي ان ذلك جميل!، لان الملل يؤدي الى تكوين مساحة فاضية في الذهن ، حيث ان الانسان يتأمل ويفكر أكثر، وتقول الكتب انك اذا سمحت لنفسك الشعور بالملل ولو لساعة واحدة ولم تقاومه سوف تحل مشاعر السلام محل الشعور بالملل، وبعد قليل من التدريب ستتعلم كيف تسترخي، وجدير بنا ان لا نلبي كل الطلبات لنا ولأطفالنا، حيث تنتج افكاراً جديدة وأساليب وانماط مختلفة.