السعودية – فواز المالحي
فوق ألفين متر عن سطح البحر تزهو منطقة الباحة الأكثر استقرار صحي وبيئي وسط أشجار العرعر وعشرات الغابات وفي بين أحضان السحاب وهولة الغيم، تغتسل في معظم فصول السنة بالأمطار ودعوات النسيم العابر، هكذا يعيش اكثر من أربعمائة الف نسمة تتوزع مساكنهم على المحافظات والمراكز التابعة لها .
تضاريس المنطقة تنقسم إلى سهول منخفضة غربية وصولاً لساحل البحر الأحمر تعرف بتهامة، وجبال بركانية تعرف بـجبال الحجاز او السراة. تُغطى المناطق الجبلية بشكل شبه كلي بأشجار صنوبرية برية محلية تسمى العرعر.
حديقة الحجاز وضيعة مكة، هكذا يقال عنها لوفرة محاصيلها الزراعية وتنوعها من بقوليات وحبوب وكافة أنواع الفواكه والأوراق الخضراء . وجودة الإنتاج الزراعي وكثافة مزارعها، منحها طقس نقي منح محافظة المندق المنتشرة على قراها على الشريط الحجازي شمالها شهادة المدينة الصحية عالمياً ،لاتزال تبعث الصفاء الى باقي رقاعها، ذلك لخلوها من المصانع والتلوث البيئي بكافة اشكاله .
يؤثر اختلاف التشكيلات التضاريسية في مناخ المنطقة متنوعة الجغرافية بين سهول وقمم وبادية، فقطاع الحجاز يتعرض لجبهات هوائية رطبة تأتي من السهل التهامي تكون السحب والضباب؛ وغالبًا ما يتعرض القسم الحجازي لسحب وضباب في فصل الشتاء بسبب هذه الكتل الهوائية القادمة من البحر الأحمر؛ بالإضافة إلى عواصف رعدية؛ وتدنى درجات الحرارة؛ تتعرض لأمطار غزيرة؛ فيما تمتاز بمناخ معتدل عليل في فصلي الربيع والصيف. أما قطاع تهامة فمناخه مختلف عن قطاع الحجاز، على الرغم من قرب المسافة بين القطاعين (25 كلم)؛ فتهامة سهول ساحلية متموجة ترتفع فيها درجة الحرارة صيفًا؛ ودافئة شتاء؛ ومعتدلة في فصل الربيع. عمومًا يعتبر مناخ منطقة الباحة ضمن نطاق الإقليم الجاف.