شاهد كيف فرّط “نادي جدة الأدبي” في هويته الثقافية !

لم تفنى المسارح السعودية من الحفلات الغنائية المُنظمة بأرقى واجود انواع الظهور الفني في جسد الثقافة ، وتوزيع الفرح بين مسارح السعودية بأصوات الفنانين والفنانات العرب ، اذ تعتبر مواسم السعودية المتتالية عملية إنعاش للكلمة واللحن والاداء الفني لاستعادة نشاط الفنانين، وتقديم وجبة موسيقية غنائية متحضرة تمثل الثقافة والهوية العميقة للجزيرة العربية والعرب .
إلا ان الظهور الاخير لأمسية غنائية احيتها مطربة غير معروفة على مسرح صالون نادي جدة الأدبي، اخلفت الهوية المثقفة النخبوية التي يحافظ عليها المثقفين ان تبقى هي المحراب الأعلى الذي يجب ان يُحافظ على هويته وأزهريته المثقفة الراقية، دون اقحام العامية الثقافية والعامية الفنية بأصوات واداء وحضور اشبه بمسارح المقاهي والمطاعم . 
من هناك، وعلى بُعد خمسائة متر من كورنيش جدة قِبلة الأُدباء والمثقفين العرب كلما زارو عروس البحر الأحمر، بإعتباره النادي الأدبي الحضاري القابع بين حضارات اللغة والفكر . ولم يعلم الأدباء والمثقفين بعد عن خروج مشهد فيديو من داخل النادي الادبي بجدة لفنانه تؤدي اغان شعبية وطنية بعيدة عن فنون النشيد وإمكانات النواد الأدبية التي تختزل في مكتباتها وروادها النصوص والكلمات الذهبية، على ان يتم استدعاء النصوص الأدبية بكافة انواعها الفصيحة لتشارك بأصوات مطربين ومطربات يؤدونها بنحوها اللائق من منبر الثقافة الاعلى ووطن الفكر.
تقيم الصوالين والمراكز والنواد الأدبية والثقافية في كافة انحاء العالم العربية امسيات فنية بطابع غنائي يُقدس بلاغة المكان من حيث استخدام اصوات غنائية تجيد اداء النص الفصيح بمصاحبة ادوات الموسيقى الهادئة مثل التخت الشرقي وموسيقيات التوشيح . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *