الأغنية الوطنية الحديثة سرعة التنفيذ تفقدها الحضور !
تلقت الساحة الفنية السعودية اغان وطنية جم، بكافة اشكالها اللحنية ، إلا انها عانت من فقاعية الاداء والانتاج السريع الواضح في شكل
الالحان المكررة المتشابهة مع الاغاني العاطفية التي يقدمها نفس المطربين بأصواتهم . اذ لم يستطيع حتى نجوم الاغنية وكبار الفنانين اعادة
الهوية الوطنية لروح الأغنية الواجب ان ترسخ في اذهان السعودين ، إلا ان اكثر الاغاني التي برزت هي ( انت ملك من كلمات : واحد الحان
وغناء : رابح صقر ) تناقلها المطربين بين اصواتهم ، الغريب ان الشيلات سجلت حضوراً ارسخ وسماع وانتشار اوسع بين الجماهير
السعودية مثل ( هذا السعودي فوق فوق كلمات: أحمد الجويدي ألحان : فهد بن فصلا ) .
في حين تتفق الاذهان على خلود الاغنية السعودية الوطنية القديمة التي لازالت تنافس وتتردد بين اصوات المطربين وعلى وسائل الإعلام
ومن اهم تلك الاغاني الخالدة ، اغنية الراحل الفنان طلال مداح ” وطني الحبيب وهل أحب سواهُ” واغنية الفنان محمد عمر
” وسمُ على ساعدي نقشُ على بدني ” ، واغنية الفنان محمد عبده ” فوق عام السحب وان كنتي ثرى ” و الراحل ابو بكر بالفقيه
” يابلادي واصلي” واغنية الملحن الراحل سراج عمر ” بلادي منار الهدى” إلا ان الاخيرتين تعتبر عسكرية حربية اكثر.
بالاضافة الى اغاني الاوبريت التي اقيمت على مدار السنوات السابقة في حفل افتتاح مهرجان الجنادرية .
ما وان سبب ذبول بعض الاغاني الوطنية الاخرى هي ارتباطها بأسم الملك وولي العهد، حيث ان اغنية الفنان علي عبدالكريم انتهت
من اسماع السعودية بسبب احتوائها على اسم الملك الراحل فهد طيب الله ثراه ، في اغنية ” ديرتي دار السلام “.
معظم المطربين اصبح لديهم هوس الاغنية الوطنية خلف كل مناسبة بأي لحن وأي كلمات، الأهم لديه ان يسجل حضوره بأي شكل ، وذلك
غير صحي ومغذي لرصيد الأغنية السعودية الوطنية ، ولا يعلم المطرب من ينافس ولمن يرسل اغنيته التي سجلها. اذ يبقى ان يتوفر مرصد
فني يتبع إلى احد الجهات الرسمية مثل الهيئات والمراكز الثقافية والفنية الواجب عليها رصد جميع الأغنيات الوطنية وفرزها وإعتماد ما
أكتملت أركانها الخمسة بين ( الصوت ، الاداء ، الكلمات ، اللحن ، الروح ) .